أربعينية الميت عند الشيعة

الفصل الثالث اختصاص الأربعين بسيّد الشهداء عليه السلام من شعار التشيّع‌, [الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام يبيّن أنّ زيارة الأربعين إحدى شعائر الشيعة]. و لهذا، سوف لا يكون هناك فرق‌, لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث ليال إلّا على الزوج أربعة أشهر و عشرا. مواد ذات صلة الفتاوى المكتبة في هذه الرواية كما هو واضح، قد جعل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم العزاء على الميّت ثلاثة أيّام، و بعد الثلاثة ليس هناك عزاء. و حيث أنّه لم يردنا المنع عن هكذا مجالس من طرف الشرع المقدّس، فسوف تكون النتيجة هي أنّ الحكم الأوّليّ قائم على الجواز و عدم الممنوعيّة، تماما كما في سائر الموارد التي لم يرد فيها منع أو ردع بعينه من ناحية الشرع، و ذلك في ما لا يتنافى مع الأصول الكلّية و القواعد العامّة للمذهب، و مقتضى القاعدة حينئذ هو عدم الحذر و الإباحة الظاهريّة. و وسام السلطان أو الأمير أو علامتهما، أو الخرقة، مثل العلم الأسود أو الأبيض، أو الكلمات التي توضّح طريقته و منهجه. موسم الحزن المقدّس .. نظرة اجتماعية وتاريخية. و على ذلك، و حسب مفاد الآية الشريفة: قالَ رَبُّنَا الَّذِي‌. فحيث أنّ خلقة الإنسان ناشئة عن الحكمة الإلهيّة البالغة، فلا بدّ و أن تكون الهداية و التربية أيضا مرتكزة على نفس ذاك الأساس، بوزان واحد و معيار و نسق واحد، كي لا يقع أيّ تضادّ أثناء الوصول إلى النتيجة و حصول الغاية المرجوّة. و من خلال التأمّل في المطالب السابقة، نجد أنّ هناك إشكال في كلام المرحوم النراقيّ، لأنّه: أولا: إنّ حمل الطعام لأصحاب العزاء، و ترك التزيّن، و إقامة مجلس الفاتحة و الترحّم لمدّة ثلاثة أيّام- كما قد أشار إلى ذلك- لهو أفضل دليل و أوضح برهان على أنّ مراد. و في أمالي الشيخ الصدوق يروي عن حضرة الإمام الصّادق عليه السلام عن رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّه قال: فتشييع الجنازة يجب أن يولّد للإنسان التفكير بالموت و التفكّر بالآخرة، و ينبغي أن يخرجه من دائرة الاعتباريّات و يقطعه عن سائر الارتباطات، و يحيي في نفس الإنسان الشعور بأنّ حقيقة الدنيا ممرّ و معبر، و أنّ العالم الأبديّ هو الآخرة. ليبعد بالتخمير أربعين صباحا بأربعين حجابا من الحضرة الإلهيّة، كلّ حجاب هو معنى مودع فيه، يصلح به لعمارة الدنيا و يتعوّق به عن الحضرة الإلهيّة و مواطن القرب‌۱. تتكون صلاة الميت عند أهل السنة من أربع تكبيرات وتنتهي الصلاة بالتسليم. و نظير هذه المسألة ما نشاهده في قصّة النبيّ يونس عليه السلام، ففي سورة الأنبياء الآية ۸۷ و ۸۸ يقول: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى‌ فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ. [هناك آثار تكوينيّة و تشريعيّة لعدد الأربعين في الثقافة الإسلاميّة], و في الثقافة الإسلاميّة أيضا، كان لهذه الكلمة مكانة خاصّة في موارد متعدّدة- سواء في المسائل و الأحكام الفقهيّة، أم المباحث الأخلاقيّة و المطالب العرفانيّة أو المباني الاعتقاديّة- بنحو يمكن أن يدّعى وجود نوع ارتباط تكوينيّ و تشريعيّ لهذا المفهوم في الثقافة الإسلاميّة، و هذه العلاقة و الارتباط يمكن أن يقعا مورد بحث في كلّ من الميدانين: التكوينيّ و التشريعيّ؛ و بعبارة أخرى: إنّ حقيقة هذا المفهوم و عينيّته الخارجيّة تحاكي عمليّة الإفاضة. الخصال، ص ٥۸٥؛ و وسائل الشيعة، كتاب الطهارة، أبواب صلاة الجنازة، الباب ٣٩، الحديث ٣، و أبواب الدفن، باب ٦٩، ح ٣ و ٤ و ٥، و كذلك باب النكاح، المجلّد ٢۰، أبواب مقدمات النكاح و آدابه، باب ۱٢٣، ح ۱ ص ٢٢۰. صلاة ليلة الدفن - ويكي شيعة ـ رفع الوحشة وألم الفراق لأهل الميت . أصحاب اليمين. الشارع المقدّس و نظره متعلّقان بخصوص الثلاثة أيّام دون زيادة، و إلّا لكان بإمكانه أن يقول: ما دامت مجالس العزاء منعقدة يستحبّ إحضار الطعام لصاحب العزاء، أو يستحبّ ترك الزينة. و في مضمون هذه الرواية ما يفوق التواتر. أولا: ما هو الفرق بين الأربعين أو الثلاثين أو الخمسين و غيرها حينئذ؟ و لأيّ سبب يجب عقد مجلس الترحّم عن روح الميّت في رأس الأربعين؟! الأربعين - ويكيبيديا و مع كثرة منازل الطريق، إلا أن في كل منزل منها مقصدا؛ و مع زيادة المراحل، فإنّك إذا دخلت في هذه المرحلة فقد أتممت عالما۱. لقد فنيت خيالاتكم و أوهامكم و تبدّدت في رمال العدم و في تيه الضلالة. إنّنا نقول: يجب على الشيعة أن ينظروا إلى عاشوراء دون غيرها، و لا بدّ من نصب عاشوراء كنموذج حياتيّ في جميع حركاتنا و سكناتنا، و صلحنا و مواجهاتنا، و تهوّرنا أو خمولنا، و مبادراتنا و حذرنا. إنّ إحدى الشعائر البارزة و الواضحة لدى الشيعة، بل و بعبارة أصحّ ينبغي أن يقال: إنّ أصل جميع الأصول و المباني الشيعيّة و ركيزتها هو محبّة أولياء الدين الحنيف و تولّيهم، أي الأئمّة المعصومين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، كما جاء في الرواية المعروفة: بني الإسلام على خمس: على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحجّ و الولاية؛ و لم يناد بشي‌ء كما نودي بالولاية۱. ... و شعار الحجّ: مناسكه و علاماته و آثاره و أعماله، جمع شعيرة، و كلّ ما يجعل علما لطاعة الله عزّ و جلّ كالوقوف و الطواف و السعي و الرمي و الذبح و غير ذلك؛ و منه الحديث: أنّ جبرائيل أتى‌. فالذهاب إلى هذه المراكز مع هذه الحالة المبتلى بها لا يشفيه و لا يداويه، بل يوقعه في الهم و الغمّ و الألم، و يودي بحياته و يميته. أربعينية الحسين . ٥٠ ـ باب استحباب تغطية القبر بثوب عند وضع الميت فيه إن كان امرأة وجوازه في الرجل . و في حديث ۱٩۱: عنه عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: لمّا قتل جعفر بن أبي طالب عليه السلام، أمر رسول اللّه صلّى الله عليه و آله فاطمة عليها السلام أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس ثلاثة أيّام و تأتيها و تسلّيها ثلاثة أيام، فجرت بذلك السنّة أن يصنع لأهل المصيبة ثلاثة أيام طعام. و على هذا الأساس يتّضح وجه هذا التأكيد على‌. متفردين، في ظهور القابليات و تتميم الملكات و في طيّ المنازل و قطع المراحل. و تضمحلّ قوّته سنة بعد سنة، و يتناقص نور سمعه و بصره، و القوى المادّية في انحطاط، و البدن يسير نحو الذبول؛ حيث‌. ينقل عن أبي عبد الله (ع): أنه أوصى أن يناح عليه سبعة مواسم فأوقف لكل موسم مالاً ينفق . الذهاب إلى المقابر، و زيارة أهل القبور! لأولياء الميّت أو الأفراد المستفيدين من هذه المناسبات. و تأويل ذلك في المناسبة و الجوار من جهات القوى الأربعة: العقليّة، و الوهميّة، و الشهويّة، و الغضبيّة. الجواب: يبدو لي أن الذي يُقصد به بأربعينية موتى المؤمنين ، هو الإجتماع بين المؤمنين ، وذلك من أجل تحقيق : ـ المواساة وتخفيف المصيبة لأهل الميت . لا بأس بالاستئجار لهذه الصلاة، وإن كان الأفضل تركه. الجنة أبواب الجنة. تشييع الميت ، وهو اتباع جنازة الميت، ويعتبر من الأعمال المستحبة في الإسلام ، وقد فصّلت الروايات أحكامه وآدابه، كما ورد ذلك في كتب الفقه. ابن قولويه بسنده المتّصل إلى زرارة، عن الإمام الصّادق عليه السلام أنّه قال: يا زرارة إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدم، و إنّ الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد، و إنّ الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف و الحمرة، و إنّ الجبال تقطّعت و انتثرت، و إنّ البحار تفجّرت، و إنّ الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين عليه السلام، و ما اختضبت منّا امرأة و لا ادّهنت و لا اكتحلت و لا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد ..۱. [مع الأسف مراسم العزاء في مجتمعاتنا لا توجب العبرة و الاتّعاظ]. و المرحوم والدنا، سماحة العلّامة السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ قدّس الله نفسه، له تذييل على هذه الفقرات في رسالة السير و السلوك المنسوبة إلى بحر العلوم حيث يقول: إنّ مراد المصنّف أنّ الإنسان أسير لقوى أربع تحيط به من جوانبه الأربعة: القوّة العقليّة و الوهميّة و الغضبيّة و الشهويّة، و ما لم يبتعد عن كلّ منها أربعين‌. - والإسلام ديني. قال: فلمّا غسّل أتى أربعون غير الأربعين الأول و قالوا: اللهمّ إنّا لا نعلم منه إلّا خيرا و أنت أعلم به منّا فاغفر له! من جملة المعترضين على الإمام عليه السلام: سليمان بن صرد الخزاعيّ و حجر ابن عديّ و سفيان بن أبي ليلى و أبي سعيد عقيصا، و قد ذكر ذلك في بحار الأنوار، ج ٤، ص ٢٩؛ و كذلك مناقب آل أبي طالب، ج ٤، ص ٣٥؛ و كذلك الإمامة و السياسة و الأخبار الطوال و مقاتل الطالبين و رجال الكشّي. الأربعين؛ و حينما يبلغ هذا السنّ يوحي الله إلى الملكين «رقيب» و «عتيد» الموكّلين بأعماله و أفعاله. روى أبو داود من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. صلاة الوحشة هي من الصلوات المندوبات عند الشيعة الإمامية إلّا أنّها غير موجودة في المذاهب الإسلامية الأخرى، وتصلى صلاة الوحشة للميت في ليلة دفنه، وهي ركعتان. من جماعة ظالمة جانية، فتغلّبوا على فئة أخرى مظلومة و مهزومة و منكوبة. و الأمر كذلك بالنسبة إلى عوالم العقل و الغضب و الوهم؛ فالمرء سيكون قد خرج حقّا من مرحلة الغضب الأولى حين يخرج من مرحلة الأربعين و سيكون قد خرج حقا من مرحلة العقل الخامسة حين يخرج من مرحلة الأربعين أيضا، و هكذا عليه في كلّ مرحلة مفترضة أن يتخطاها بأربعين مرحلة ليتخلّص منها تماما, و تقع المنازل الأربعين في عالم الخلوص و الإخلاص، أما منتهاها فعالم فوق عالم المخلصين، و هو عالم: «أبيت عند ربّي يطعمني و يسقيني»، حيث إنّ الطعام و الشراب الربّانيّين عبارة عن المعارف و العلوم الحقيقيّة غير المتناهية, بني الإسلام على خمس: على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحجّ و الولاية؛ و لم يناد بشي‌ء كما نودي بالولاية. ليس من السهولة الحكم على الرأي القائل بأن أسارى أهل البيت قد مرّوا في طريق رجوعهم إلى المدينة بكربلاء أولاً ويرى بعض المحققين كالمحدّث النوري في كتاب اللؤلؤ والمرجان بأن هذه الزيارة لم تكن في السنة الأولى،[3] وكذا تلميذه الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال[4] لأنه لم يكن بالإمكان حصولها في السنة الأولى. الأربعين أو الأربعينية أو أربعينية الحسين هو اليوم العشرون من شهر صفر والذي يوافق مرور 40 يومًا على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة كربلاء على يد جيش عبيد الله بن زياد. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ. [إقامة «الأسابيع» و «الأربعين» و «الذكرى السنويّة» للمتوفّى من الرسوم‌], و من المؤسف أنّه في الوقت الحاضر، قد استقرّت العادة على إقامة «ذكرى الأربعين» و «الأسبوع» و «الذكرى السنويّة» للأموات، و ليس الداعي لذلك إلا رعاية الشئون و الشخصيّة و المصالح الخاصّة، و ملاحظة المنافع الدنيويّة. ما هي شهادة الموت عند الشيعة - أجيب و هذه النظرة كانت موجودة حتّى في زمان نفس الإمام المجتبى عليه السلام، و قد تعرّض إلى سهام الاعتراض و التعابير القبيحة و المدهشة بعد صلحه مع معاوية، و ذلك من أقرب أصحابه. و يخاطبهما: إنّي قد عمّرت عبدي عمرا كافيا لكسب المعرفة، و وصوله إلى مرحلة بلوغه العقلي، فمن الآن ليس هناك تهاون بالنسبة لضبط أعماله و أفعاله، شدّدا و غلّظا عليه و اضبطا كلّ شي‌ء يصدر منه كثيره و قليله. تفصيل وسائل الشيعة | 49 ـ باب كيفية التعزية واستحباب الدعاء لأهل ... وبحسب بعض الروايات فقد قامت زينب بنت علي وعلي بن الحسين السجاد وبرفقة الأيتام وأطفال الحسين بالسفر إلى أرض كربلاء لزيارة قبر الحسين في 20 صفر 61 هـ [1]. إنّ ما سينفع الميّت آنذاك الأولاد الصالحون، و الصدقة الجارية، و العلم الذي خلّفه للناس لينتفعوا به، و الإنفاق على الفقراء و الضعفاء، و مساعدة البؤساء، و تربية الأيتام و تفقّد أحوالهم، و نشر العلم و التقوى في المجتمع، و إقامة الصلاة و تلاوة القرآن و التدبّر فيه، كما سينفعه طلب المغفرة له. و تلاحظ هذه النكتة في مسألة تكامل العقلانيّة لدى الإنسان، و ذلك بعد بلوغه سنّ الأربعين من العمر في عالم الدنيا، و القرآن الكريم يشير إلى هذه المسألة فيقول: حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى‌ والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ‌۱. و لو كان من المقرّر أن ينعقد مجلس لذكرى الميّت، فلما لا يقيمونه بعد ثلاثين يوما أو خمسين؟! المؤلّف آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني, و الصلاة على أشرف رسله و خاتم سفرائه محمّد و آله الغرّ الميامين. من المؤسف أنّه في هذا الزمان، و في كثير من المسائل و التي من جملتها أحكام الموت، و ما يترتّب عليه من الأحكام العرفيّة، لا نراعي أحكام الشرع التي ينبغي أن نلتزم بها، بل نمشي بشكل معوّج و منحرف، فندمج مقتضيات عالم الآخرة مع اعتباريّات عالم الهوى و النفس الأمّارة، و ننزّلهما نفس المنزلة، و نضع الحقائق مع الأوهام في كفّة واحدة. و لكنّهم غافلون عن أنّ الذي ارتحل إلى الدار الأبديّة قد انفتحت عينه على حقائق عالم الملكوت و خصوصيّاتها، و لا وجود لهذه اللذّة و السرور و الفرح و الانشراح الذي كان في الدنيا. فمهما كانت واقعة عاشوراء فظيعة، و مهما بلغت جنايتها و وقاحتها؛ فقد مضت و انصرمت على كلّ حال، و أيّة فائدة و أيّ نفع في إقامة المآتم و البكاء على أمر قد مضى على زمن وقوعه مئات السنين، و أيّ حاجة تبتغى جرّاء هذه المآتم؟ و هل كانت جميع هذه التأكيدات المتواترة, و الأوامر الكثيرة، الصادرة من الأئمّة المعصومين عليهم السلام في إقامة مجالس العزاء و ذكر مصيبة سيّد الشهداء و أميرهم، و البكاء عليه و على أهل بيته المظلومين، هل كان كلّ ذلك لمجرّد البكاء على أمر مضى؟! بل حتّى لو لم يتمّ التأكيد في الروايات على إقامة مجالس أهل البيت، فيجب علينا أن نحكم بوجوب إقامة هذه المجالس تمسّكا بعموم إحياء ذكر أهل البيت عليهم السلام، سواء مجالس المواليد أم الشهادات، و لا مجال لتطرّق الشكّ في ذلك من ناحية الثقافة الشيعية. قال الله تبارك و تعالى: إنّي قد أجزت شهادتكم و غفرت له ما علمت ممّا لا تعلمون‌۱. معرفة حقيقة الإمامة، فهم ينظرون إلى أمر هامّ بهذه الخطورة بالعين الحولاء و العليلة، و كأنّ الإمام شخص عاديّ، فهم يقيسون الإمام على أنفسهم، و ينزّلون مشاعر الإمام و مدركاته على حدّ مدركاتهم الشخصيّة و مشاعرهم ... نعوذ بالله من الجهل و الضلالة و البعد و الغواية. نعم الجنة. جهنم أبواب جهنم. و من الطبيعيّ أن يكون للفعل الواحد- من جهة أبعاده المختلفة- أغراض و حيثيّات متفاوتة، و يمكن إدراجه تحت ملاكات و قواعد مختلفة، لذلك ففي مقام الترجيح و تطبيق الملاكات الكلّية على ذاك العمل الخارجيّ، لا بدّ و أن تلاحظ الوجوه المرجّحة، و لا بدّ. ففي مدرسة التشيّع يجب أن يكون حريم مقام الولاية و حدود منصب الإمامة مورد توجّه و اهتمام بشكل كامل، و ليس لأحد آخر- من أيّة طبقة كان و مهما كانت رتبته- أن يدخل في هذا الحريم و يرد فيه. عرف عن جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي النبي أنّه أول زائر للحسين، فقد وصل كربلاء في الأربعينية الأولى لشهادة الحسين في سنة 61 هـ ق. الثاني/ تجديد العهد والولاء مع الحسين سلام الله عليه . [يستحبّ جلب الطعام إلى منزل صاحب المصيبة لمدّة ثلاثة أيّام‌]. و اليوم قد جرت العادة على انعقاد مجالس الترحم، التي تقام عن أرواح الأموات، و هو ما يطلق عليه- حسب التعبير الشائع و هو خطأ جدّا جدا- ذكرى تخليد الميّت أو ذكرى تكريمه، حيث يخال لهم أنّ روح ذاك المرحوم الميّت ستسبح في رحمة الله و تغرق بعناية الله من خلال هذا المجلس! أربعينية الميت ونحوها بدعة - إسلام ويب - مركز الفتوى 1- يُعطي من تركة المتوفّى مجاناً للولد الأكبر: قراَن المتوفّى، وخاتمه، وسيفه، وملابسه، سواء لبسها المتوفّى، أم أعدّها للبسه. و لم يأت في الإسلام الأمر بالسكوت أو تلاوة الفاتحة بحالة الوقوف، بل لو كان الإنسان جالسا فعليه أن يقرأ الفاتحة كما هو على هذا الحال، و لو كان واقفا فعليه أن يقرأها و هو كذلك. و كذلك الشيخ أبو الصلاح الحلبيّ يقول حين تعرّضه لهذه المسألة: من السنّة تعزية أهله ثلاثة أيّام و حمل الطعام إليهم‌۱. و كذلك حضرة الإمام المجتبى عليه السلام، الذي أوصى أخاه سيّد الشهداء عليه السلام: أن لا يريق قطرة دم في تشييعه‌۱، و هنا يتجلّى الفرق بين الإمام عليه السلام و غيره من سائر الأفراد. . فقط و فقط بحضرة أبي عبد الله الحسين أرواحنا فداه، لا غير! عن الحسين بن خالد قال: قلت للرّضا عليه السلام: إنّا روينا عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: أنّ من شرب الخمر لم تحسب صلاته أربعين صباحا. وقد تحدثت هذه النظرية وبصراحة كما جاء في كتاب اللهوف للسيد ابن طاووس عن حقيقة أن أهل البيت كانوا قد التقوا أثناء هذه الزيارة جابر بن عبد الله الأنصاري وبعض بني هاشم. و لذا نرى أنّ جميع المعصومين عليهم السلام قد تكلّموا. بدعة و ضلالا و حراما؛ حتّى و إن قصدنا القربة و الرجاء ألف مرّة، فسوف لا يكون لهذا العمل أيّة قيمة و لا وزن من وجهة نظر الشارع. أما الأربعون كعدد للأيام أو الليالي فقد ورد ذكره في مناسبات عدة في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً . إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ج ٢، ص ٣٩٦. أحكام الإرث عند الشيعة الإمامية [أبعاد ثورة سيّد الشهداء عليه السلام لا تنحصر بخصوص مقارعة الظلم‌]. مكارم الأخلاق، ص ۸؛ و السنن الكبرى، ج ۱۰، ص ۱٩٢. و أنّه من الواجب الحتميّ أن يحلّ بالقوم أشدّ العذاب الذي يستحقّوه، و ليس هناك سبيل آخر لله، و لا خيار لهؤلاء القوم و هؤلاء العباد. [جهاد الإمام المعصوم أو صلحه تابعان لإرادة الحقّ‌]. الجواب: يُفهم من بعض الروايات أن أرواح المؤمنين تعود في الأربعين إلى القبر . و آثاره، و يرجّح الإنسان ولايته و مشيئته على سليقته و اختياره الخاصّ في جميع زوايا وجوده، و يجعل نفسه فانية و مندكّة في ولاية الإمام و سلطته؛ فلا يرى وجودا سوى وجوده، و لا يكون لديه إرادة سوى إرادته و اختياره، و عليه أن يستفيد من كلّ فرصة سانحة كي يحكم العلاقة و يوثق الصلة بين نفسه و إمامه، ليكون الإمام عليه السلام هو المحور في صميم وجوده، فيطرد الأغيار و لا يدع لهم محلّا في قلبه. و على ذلك، فإنّ إخراج كلام الشارع و حكمه عن دائرة اللغويّة و العبثيّة يقتضي أن نقول: إنّ مراد الشارع من تلك الروايات هو تحديد مدّة العزاء و تعيين وقت الحداد، و لو كان مراد الشارع ما هو أكثر من هذه المدّة فسوف يكون هذا التحديد لغوا و خاليا عن أيّ معنى، و كأنّه يقول: كلّ من يريد إقامة هذه المجالس فليقمها إلى ما يشاء، و ليمدّدها ما دام ذلك ممكنا و ميسورا له، و كلّما زاد فهو أفضل؛ و في هذه الصورة تكون يد الناس مبسوطة في إقامة هذه المجالس، و سوف يكون حظّ المتوفّى أكثر وفرة من ناحية الثواب. مع كامل الأسف، في هذه الأيّام خرجت مسألة الأربعين عن كونها شعارا للتشيّع و أحد مميّزاته، فانحدرت و سرت إلى سائر الأفراد، من جميع الطبقات‌. أمّا هذه الزينات التي سبق ذكرها، فعلاوة على أنّها لن تجديه نفعا فهي ضارّة له، لأنّ أخذ باقات الورد إلى الميّت و إهداءها إلى قبره بدعة و حرام، كما أنّ تزيين القبور بهذه الأشكال المذكورة حرام أو مكروه كراهة شديدة على أقلّ تقدير و هي أمور تؤذي الميّت. والروايات الواردة بخصوص القراءة وماذا يقرأ لأرواح موتى المؤمنين متعددة ،. هذه الفاجعة التي يعترف بها جميع المؤرّخين، الموافقون و المخالفون، بل و سائر الأديان و الملل، يقرّون بأنّها أبشع صفحة و أظلم فجيعة في تاريخ الحياة البشريّة، قد بلغت من الفظاعة و الشناعة أنّ الكثير من علماء أهل السنّة قد أنكروا وقوع هذه الفاجعة بشكل تامّ، أو ناقشوا و شكّكوا في انتسابها إلى خليفة المسلمين‌۱! أي: لم نسمّي أحدا بهذا الاسم قبله، فيقول: الحسين بن عليّ، لم يكن له من قبل سميا، و يحيى بن زكريا عليه السلام لم يكن له من قبل سميّا، و لم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا. و الحال أنّ ما خلّفه لنا رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم و أوصياؤه المبجّلون كسنّة لنا، هو تشكيل مجالس الفاتحة إلى ثلاثة أيّام، لا أكثر! هناك رواية ينقلها المرحوم الكلينيّ عن الإمام الباقر عليه السلام، بالنسبة لعدد الأربعين و مدخليّته في كيفيّة ارتقاء النفس و رشدها، و حصول فعليّة استعدادها، حيث يقول الإمام الباقر عليه السلام: ما أخلص العبد الإيمان بالله عزّ و جلّ أربعين يوما (أو قال: ما أجمل عبد ذكر الله عزّ و جلّ أربعين يوما) إلّا زهّده‌. اَللَّهُمَّ اْغفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِناتِ. فغرض الإمام عليه السلام الأصليّ و هدفه، هو إحياء الأحكام المنسيّة و القوانين المهملة من سنّة جدّه و أبيه، دون أيّ شي‌ء آخر! لأجل ذلك، فإنّ رمز فلاح الشيعيّ و نجاحه، تبعيته لسنن الأئمّة و أوامرهم، فقط لا غير! و قد هدّد رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم المرأة التي تقيم العزاء. قد بلغ من الوقاحة و السفالة أن أقدم على سفك دم ابن رسول اللّه حتّى و إن كلّف ذلك هتك الحرم الإلهيّ الآمن و تدنيس مهبط الوحي، دون أن يتورّع عن شي‌ء من العدوان و الجور. فأمّا «الأسبوع» و «الذكرى السنويّة»، فلم نلمح لهما أيّ اسم و لا ذكر في الإسلام قطعا. حيث لم يبق عظمة و لا تعظيم و لا اعتبار و لا معتبر! [ورود النهي عن مشاركة النساء في مراسم التشييع و الدفن‌]. مؤسسة دائرة معارف الفقه الاسلامي، معجم فقه الجواهر، د.م، د.ن، 1422 هـ. و أطلب من الله العليّ الأعلى التوفيق و الهداية في النهج القويم للشرع المبين، و الصراط المستقيم للأئمّة المعصومين عليهم السلام، لي و لجميع مريدي مدرستهم و عشّاق منهجهم المقدّس؛ إن أريد إلّا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلّا بالله العليّ العظيم. نفس المهموم، ص ۱٦٣؛ و كذلك مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم، ص ۱٦٥. و لصدر منهم شي‌ء من التوصيات و الأوامر فيما يتعلّق بها، و الحال أنّه لم يتّفق شي‌ء من ذلك، بل لم يشر إلى مورد واحد لا تصريحا و لا كناية! فقال: معرفة أهل كلّ زمان إمامه الذي يجب عليهم طاعته‌۱. و بعبارة أخرى: تمثّل هذه العبارة رفيقا حميما لآداب أيّة مدرسة و أدبيات أيّ منهج، و حسب قول الخواجة الشيرازيّ: فهذا المصطلح قد ترك بصماته على مساحة واسعة جدّا؛ فقد وجد و تداول ضمن دائرة العقائد الساذجة و مناهج العوام، وصولا إلى أعلى اللطائف و أدقّ الإشارات و أحذقها، و ذلك ضمن عبارات أصحاب المقام الرفيع من ذوي الكشف و أهل المعنى و العرفان. هذه الفاجعة التي يعترف بها جميع المؤرّخين، الموافقون و المخالفون، بل و سائر الأديان و الملل، يقرّون بأنّها أبشع صفحة و أظلم فجيعة في تاريخ الحياة البشريّة، قد بلغت من الفظاعة و الشناعة أنّ الكثير من علماء أهل السنّة قد أنكروا وقوع هذه الفاجعة بشكل تامّ، أو ناقشوا و شكّكوا في انتسابها إلى خليفة المسلمين‌. تفسير ابن عربي، ج ۱، ص ٥٤؛ و جامع البيان، ابن جرير الطبري، ج ٣، ص ٣۰٦؛ و كذلك في كتاب إحياء علوم الدين، ج ٤، ص ٢۷۷. فمع هذا التصوّر غير المناسب و المخطئ بالنسبة للساحة المقدّسة لحضرة مولى الكونين أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فإنّ حقيقة الإمامة و شئونها قد انمحقت و نسيت بشكل كامل و بتمام معنى الكلمة، و لم يعد هناك أيّ معنى لكيفيّة رابطيّة الإمام مع المبدأ الأعلى، و وساطته بين ذات الحقّ المتعالي و سائر مخلوقاته، (من المبدعات و المجرّدات حتّى عالم الطبع و المادّة)، و تدبيره التكوينيّ في نفوس جميع الأشياء، و لكون قوام حياة الأشياء الملكيّة و الملكوتيّة متقوّم بنفس هذا الإمام القدسيّة، و أنّه به يتمّ إيصال كلّ مراتب التعيّنات إلى أصلها و حقيقتها تكوينا و تشريعا و واقعا، فمع هذا التصوّر الخاطئ سوف يطرح كلّ ذلك في دائرة النسيان. صلاة الميت، هي عبارة عن مجموعة من التكبيرات والأدعية، يجب أدائها على جنازة الميت المسلم بعد الغسل والتكفين وقبل الدفن. نعم ورد النهي والحرمة للإبتداع ـ من البدع ـ في أمور الدين ، والتي تعني لدى العلماء إدخال بعض العقائد والسلوك في أمر الدين ، ومن ثم نسبتها للدين . فلو كان لدى الإمام الحسين عليه السلام أفكار تشابه أفكارنا، و أسلوب نظير أساليبنا و ممشانا، لعمد إلى البقاء في مكّة المعظّمة حينما سمع أنّ يزيد قد بعث إليه بعدّة أفراد ليغتالوه و يقتلوه‌. و الاعتراض، و يظلّ يبرز الإشكالات الواهية و التافهة اتّجاه الإمام المعصوم عليه السلام. هؤلاء الجماعة، لا يعلمون أنّ سيّد الشهداء عليه السلام كان إماما .. إماما معصوما قبل إيجاد حادثة كربلاء، و أنّ‌, [قيمة تاريخ عاشوراء تنشأ من وجود الإمام المعصوم فيها], قيمة تاريخ عاشوراء إنّما تتحقّق بحضور إمام معصوم فيها، دون أيّ شخص عاديّ، مهما كان بالغا من مراتب العلم و التقوى و التقرّب، و بعبارة أخرى: هذا الإمام المعصوم هو الذي يعطي لحادثة عاشوراء عزّتها و شرفها و اعتبارها و هويّتها الخاصّة بها، لا أنّ عاشوراء هي التي قد شرّفت الإمام عليه السلام، و أضافت عليه العزّة و الكرامة. عرف عن جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي النبي أنّه أول زائر للحسين، فقد وصل كربلاء في الأربعينية الأولى لشهادة الحسين في سنة 61 هـ ق. و في الواقع، لا يمكننا تسمية صاحب هذه النظرة بأنّه شيعيّ. و بعد ذلك يأخذ الإنسان من تجاربه و ذخائره السابقة، فيستفيد منها لاستكمال روحه و طيّ طريق السعادة و الصلاح، دون أن يضاف إليه سعة و ظرفيّة و عقلانيّة جديدة. لقد فنيت خيالاتكم و أوهامكم و تبدّدت في رمال العدم و في تيه الضلالة۱. الدنيويّة، و بدونها سوف ينسون أيضا، فيسعون جاهدين و بأيّة وسيلة أو حيلة، و بتحمّل العذاب و المشقّات أن يحفظوا اسم الميّت و يحيوا ذكره، بسائر الحجج و الحيل الواهية، و من خلال كلّ الظروف المتاحة لهم! الأربعين .. موسم الحزن المقدّس .. نظرة اجتماعية وتاريخية [٣١], والعلة في ذلك أن فاطمة قد أوصت الإمام علي (ع) أن لا يدفنها إلا ليلاً حتى لا يحضر تشيع جنازتها ولا يصلي عليها من ظلموها. و من وجهة نظر هؤلاء، سوف يكون الإمام عليه السلام- سواء سيّد الشهداء أم أيّ إمام آخر- مجرّد مجاهد ضدّ النظم الجائرة لا أكثر، و عليهم أن يستقرءوا و يتتبّعوا مواقفه الجهاديّة. عوارف المعارف،( ملحق إحياء علوم الدين)، ج ٥، ص ۱٢٢. عليه السلام، و هي وجهة النظر التي تحصر جميع استعداد الإمام عليه السلام و قابليّته و شخصيّته، و حالاته و مراتبه الكماليّة، و فعليّاته في خصوص المبارزة مع الظلم و مقارعة الجور لدى البلاط الملكيّ و الإمبراطوريّ لبني أميّة، و بالخصوص يزيد الآثم؛ و على هذه الرؤية تتوجّه الأنظار إلى خصوص شخصيّة الإمام عليه السلام و حاله فحسب. نعم، من الواضح جدا أنّه ليس كلّ أدب أو سلوك مرضيّا و محمودا، و عليه فإن لم يستطع الإنسان إخضاع آداب مجتمع ما و سننه، ضمن الموازين العقليّة و الشرعيّة، فعليه أن يتركها و يقلع عنها، و يتّبع السنّة العقلانيّة و السلوك الممضى من الشرع. فجميع العالم قد وقعوا في الاشتباه و الضلال لوجود هذه المشابهة بينهم و بين الصلحاء، و القليل النادر من رجال الغيب و الأبدال هم الذين وفّقوا و وصلوا إلى هذه الرتبة من المعرفة و التمييز. مجالس كهذه، و سوف يكون حكم الشرع بالجواز لغو و عبث. ٥ السؤال: هل يجوز بناء القبر في الأراضي المسبّلة لدفن موتى المسلمين؟ الجواب: يجوز إذا لم يزاحم دفن الآخرين. و كذا ورد في كتاب المحاسن ص ٤۱٩، باب الأحكام في المأتم، حديث ۱۸٩: عنه عن أبيه عن سعدان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ينبغي لصاحب الجنازة أن يلقى رداءه حتّى يعرف، و ينبغي لجيرانه أن يطعموا عنه ثلاثة أيّام. و الظريفة- التي لا توصف و لا تتصوّر- مشهودة و محسوسة و ملموسة لحضرة النبيّ بشكل كامل و واضح و جليّ، و ذلك بواسطة التكامل الحاصل في نفسه المباركة طيلة هذه الأربعين يوما؛ و من هنا عاد الوحي يتدفّق ثانية من سرّه المبارك، و برز مجدّدا فيضان مطر الرحمة الإلهيّة على قلبه المنوّر، و تجدّد نزول المعارف الربوبيّة و لطائف أسرار عالم الغيب على روحه و سرّه، و هذا من خواصّ عدد الأربعين. إمكان إقامتها جماعة، ولكن يجب على المأموم أن يقرأ التكبيرة والدعاء بنفسه. و ما نلهج به و نصرّح به هو من هذا القبيل أيضا، حيث‌. فإن ذكرى الأربعين ونحوها من كل مأتم يجتمع فيه الناس يقام للميت بدعة في الدين لم تعهد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عهد أصحابه ولا في القرون المشهود لهم بالخير، والخير كله في الاتباع وترك الابتداع، وعليه فليس هناك آيات ولا أحاديث تتلى في هذا الاجتماع. [علّة تنبيه الله النبيّ لأجل ترقّيه و هو لا ينافي العصمة], و من الممكن أن يطرأ السؤال لدى بعضهم من أنّه كيف يمكن لنبيّ مع كونه معصوما لا يحتمل منه صدور المعصية و الخطأ أن ينبّهه الله و يذكّره بمثل ذلك؟. أي: لم أخرج لأجل التنزّه، و لا لأجل التكبّر و إبراز الذّات و التميّز، و لا لأجل الفساد و التخريب، و لا للظلم و الجور و التعدّي، و إنّما خرجت للإصلاح في أمّة جدّي‌. إن غرض الحكومات الجائرة و الغاصبة و المتلبّسة بظاهر الإسلام- مثل الخلفاء الثلاثة و بني أميّة و بني مروان و بني العبّاس- و همّها و أقصى هدفها التوسعة و إحكام النفوذ في البلاد، و الفتوحات و الاستيلاء على أموال الرعايا و أرواحهم و أعراضهم و استلاب أموالهم و غنائمهم. و كأنّ صاحب العزاء و المصيبة محتاج إلى بكائنا و عويلنا بهذا الشكل و بهذه الكيفيّة! و من البديهي أنّه في ظلّ هذه الشرائط التي ذكرها الإمام كخلفيّة و هدف لخروجه، سوف تكون الغاية القصوى‌, [الهدف من الخلقة معرفة الله و معرفة الإمام‌]. الجواب: يبدو لي أن الذي يُقصد به بأربعينية موتى المؤمنين ، هو الإجتماع بين المؤمنين ، وذلك من أجل تحقيق : ـ الدعاء والإستغفار وطلب الرحمة للميت المؤمن . و نظير هذه الرواية أيضا، ما ورد في المدوّنة الكبرى‌. و من ذلك نعلم أنّ ما نشاهده من الكثير من العبّاد و الزهّاد و أهل الصلاح، مع ما هم عليه من الزهد و التقوى الظاهريّين، و وجود آثار الصلاح في مسيرهم و نهجهم، كما هو في جناب السيّدة نفيسة خاتون، حيث أنّها قرأت ستّين ختم للقرآن على قبرها، و لكن بما أنّها لم تقبل ولاية الإمام الصّادق عليه السلام و رفضت إمامته، فلا نعدّها من زمرة أهل التشيّع، بل نكل أمرها إلى الله سبحانه. لأجل ذلك، وضعه الله في بطن الحوت، و طبقا لبعض الروايات، قد مكث النبيّ يونس عليه السلام أربعين يوما في بطن الحوت، و كان مشغولا بهذا الذكر المبارك: لا إِلهَ‌. ينقل في البحار عن تفسير عليّ بن إبراهيم، ... إلى المحلّ الذي يقول فيه: [انقطاع الوحي عن رسول اللّه مدّة أربعين يوما]. و الذي يبدو و يظهر، هو أنّ تجديد انعقاد الذكرى السنويّة للميّت كلّ سنة من خلال المجالس المملوءة بالمظاهر البرّاقة و البهرجة، و الإعلانات المضحكة، و إيجاد الضجيج الصاخب، فهو- زائدا على كونه وسيلة لاستجلاب الترحّم و الغفران لذاك الشخص- وسيلة و سبب لإبراز الحياة الشخصيّة لأقرباء الميّت و المنتسبين إليه و المتعلّقين به و استمرارها، و إظهار شئونهم الدنيويّة. فلمّا وضع في قبره قام أربعون غيرهم فقالوا: اللهم إنّا لا نعلم منه إلّا خيرا و أنت أعلم به منّا فاغفر له! «اللهم اجعله لأبويه ولنا سَلَفاً وفَرَطاً وأجراً». انتهى كلام المرحوم السيّد بحر العلوم رضوان الله عليه. الشهيد الأول، الدروس الشرعية، ج 1، ص 112 ــ 113. و سيصدر منه في كلّ مناسبة أو ظرف حكم خاصّ (و ذلك حسب الحوادث و الظروف المختلفة سواء كان ذلك مناسبا أم غير مناسب)، كلّ ذلك حسب مقتضى فهمه الناقص، و طبقا لتوهّماته و تخيّلاته بالنسبة لفعل الإمام عليه السلام، و سيظلّ متورّطا بالشعور بالتناقض و التضادّ كلّما واجه موقفا مشابها لتلك المواقف المختلفة و الحيثيّات المختلفة. و السلام علينا و على جميع عباد الله الصالحين و رحمة الله و بركاته. أَعْطى‌ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌. العلامة الحلي، تذكرة الفقهاء، ج 2، ص 75؛ الشهيد الثاني، الروضة البهية، ج 1، ص 429. تشييع الميت - ويكي شيعة كيفية اهداء ختمة القران للميت عند الشيعة - موقع المرجع أيّام، و الحال أنّ تعزية سيّد الشهداء عليه السلام متحقّقة على الدوام و دون أيّ تراجع أو قلّة، بل هي سنة بعد سنة. الخوئي، المستند في شرح العروة الوثقى، ج 19، ص 346. https://ar.wikishia.net/index.php?title=صلاة_ليلة_الدفن&oldid=333418, وقتها الليلة الأولى من دفن الميت، فإذا لم يُدفن الميت إلا بعد مرور مدة أُخرت الصلاة إلى الليلة الأولى من.

Byron Ferguson Safari Longbow, Thema Bachelorarbeit Bwl Einkauf, Articles OTHER